منذ يومين كنت بوسط العاصمة تونس، دخلت أحد المكتبات لشراء بعض اللوازم، مكتبة صغيره بأحد الأزقة، فكان لي حديث خاطف مع صاحبها.
كان لباسه و لحيته يوحيان بانتمائه لأحد الفرق الإسلامية المعروفة "باللسلفية". دار الحديث بيننا حول ثورات ما يسمى "الربيع العربي".
المهم في حديثنا هو رأي الرجل في كل ما حصل و يحصل في وطننا العربي، و لعل أكثر ما استوقفني في كلامه هو النموذج "المثالي" الذي طرحه لنجاح ثورات الشعوب.
كان صاحبنا يرى أن ما حدث في كل من تونس و مصر بعد سقوط نظامي بن علي و مبارك لا يمكن اعتباره سوى بداية ثورة، ثورة لم يكتب لها النجاح و الإستمرار و ذلك نتيجة انقظاض القوى الظلامية على ما قد حققه الشعبين من طرد لأنظمة الكفر و التعسف، عكس ما حصل في ليبيا، و القول للرجل، ففي ليبيا حدثت ثورة حقيقية بأتم معنى الكلمة لأن الشعب اقتص لنفسه من جلاديه و أخذ بزمام الأمور و هو من يقود البلاد حاليا و يدير أموره بنفسه.
إستمعت للرجل دون إبداء أي رأي يذكر، اقتناعا مني أولا أنه ليس من المجدي أن أفصح عن ما يدور برأسي، فهو لن يعيره اهتماما و لن يقتنع به، فتجاربي مع مثله كثيره و تكاد لا تحصى و لا تعد، ثم ثانيا خشية مني أن تكون ردة فعله عنيفة فتؤول الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.
و لكن ذلك لم يمنع نفسي الفضولية من سؤاله عن الحل الذي يراه مناسبا لإكمال "ثورات" تونس و مصر، فكانت الإجابة أغرب ما سمعته في حديثه أو بالأحرى أغرب ما رأيته. أجابني على سؤالي بإشارة بيديه إلى عملية الذبح محركا رأسه تأييدا لما أتته يداه.
تفطن الرجل إلى استغرابي من حركته، فنطق، لا تصحيحا لما فعله، بل تأكيدا له، فقال: قطع الرؤوس.
لم أجبه و لم أنطق و لو بكلمة، أخذت مشترياتي و تركت المكان بمن فيه و بما فيه من أفكار و رحلت متسائلا هل يعكس هذا الفكر صورة مجتمعاتنا العربية و الإسلامية أو هو مجرد حالة نادرة لا تعدو أن تكون مجرد أفكار، إن صح التعبير، صادرة عن ثلة قليلة خارجة عن سياق التاريخ و أصالة هذه الأمة و تقاليدها الفكرية.
قلت في نفسي كيف لأمة كان رسولها يطلق سراح الأسرى مقابل تعليم المسلمين القراءة والكتابه أن يخرج فيها قوم لا يتكلمون و لا .يفقهون إلا لغة الدم و الذبح و القتل
في كل الحالات لا يمكنني أن أمر مرور الكرام أمام حالة مثل هذه دون أن أحاول فهم الأسباب التي أدت بإنسان "عاقل" إلى التفكير بهكذا طريقة، و أن أجد حلولا من شأنها أن تخرج هذا الرجل و من مثله من براثن عصر الجاهلية الثانية.
كان لباسه و لحيته يوحيان بانتمائه لأحد الفرق الإسلامية المعروفة "باللسلفية". دار الحديث بيننا حول ثورات ما يسمى "الربيع العربي".
المهم في حديثنا هو رأي الرجل في كل ما حصل و يحصل في وطننا العربي، و لعل أكثر ما استوقفني في كلامه هو النموذج "المثالي" الذي طرحه لنجاح ثورات الشعوب.
كان صاحبنا يرى أن ما حدث في كل من تونس و مصر بعد سقوط نظامي بن علي و مبارك لا يمكن اعتباره سوى بداية ثورة، ثورة لم يكتب لها النجاح و الإستمرار و ذلك نتيجة انقظاض القوى الظلامية على ما قد حققه الشعبين من طرد لأنظمة الكفر و التعسف، عكس ما حصل في ليبيا، و القول للرجل، ففي ليبيا حدثت ثورة حقيقية بأتم معنى الكلمة لأن الشعب اقتص لنفسه من جلاديه و أخذ بزمام الأمور و هو من يقود البلاد حاليا و يدير أموره بنفسه.
إستمعت للرجل دون إبداء أي رأي يذكر، اقتناعا مني أولا أنه ليس من المجدي أن أفصح عن ما يدور برأسي، فهو لن يعيره اهتماما و لن يقتنع به، فتجاربي مع مثله كثيره و تكاد لا تحصى و لا تعد، ثم ثانيا خشية مني أن تكون ردة فعله عنيفة فتؤول الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.
و لكن ذلك لم يمنع نفسي الفضولية من سؤاله عن الحل الذي يراه مناسبا لإكمال "ثورات" تونس و مصر، فكانت الإجابة أغرب ما سمعته في حديثه أو بالأحرى أغرب ما رأيته. أجابني على سؤالي بإشارة بيديه إلى عملية الذبح محركا رأسه تأييدا لما أتته يداه.
تفطن الرجل إلى استغرابي من حركته، فنطق، لا تصحيحا لما فعله، بل تأكيدا له، فقال: قطع الرؤوس.
لم أجبه و لم أنطق و لو بكلمة، أخذت مشترياتي و تركت المكان بمن فيه و بما فيه من أفكار و رحلت متسائلا هل يعكس هذا الفكر صورة مجتمعاتنا العربية و الإسلامية أو هو مجرد حالة نادرة لا تعدو أن تكون مجرد أفكار، إن صح التعبير، صادرة عن ثلة قليلة خارجة عن سياق التاريخ و أصالة هذه الأمة و تقاليدها الفكرية.
قلت في نفسي كيف لأمة كان رسولها يطلق سراح الأسرى مقابل تعليم المسلمين القراءة والكتابه أن يخرج فيها قوم لا يتكلمون و لا .يفقهون إلا لغة الدم و الذبح و القتل
في كل الحالات لا يمكنني أن أمر مرور الكرام أمام حالة مثل هذه دون أن أحاول فهم الأسباب التي أدت بإنسان "عاقل" إلى التفكير بهكذا طريقة، و أن أجد حلولا من شأنها أن تخرج هذا الرجل و من مثله من براثن عصر الجاهلية الثانية.
محمد هشام حثروبي